الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ..ولـي رأي: مدارسنا خطر على أطفالنا

نشر في  06 سبتمبر 2017  (13:08)

بقلم المربي: عبد السلام بن عامر

..نعم حين يدخل الطفل المدرسة وعوض صقل مواهبه وتهذيب سلوكه نكرّس لديه الغباء، غباءنا، ونغرس في نفسيّته بذور الشرّ المتأصّلة في بعضنا...
نكرّس لديه الغباء في دروس اللغة حين نقدّم له جملة «الطقس جميل» مثلا وندعوه الى الفصل بين المبتدإ والخبر (وكأنّ لديه أكثر من خيار واحد) ثم نقول له «أحسنت» موهمين إيّاه بأنّّه بذل مجهودا وبرهن على ذكاء ونشكره عليه!
ونكرّس لديه الغباء حين في دروس الأخلاق نقول له «اكتب سلوك حسن  ـ سلوك سيّئ» ونقدّم له مجموعة سلوكات منها «ألقي بالفضلات في الشارع»!
ونكرّس لديه الغباء في دروس الإيقاظ العلمي حين ندعوه الى شطب الخطإ ونقدم له مثل هذه المعلومة: «الهواء غير ضروري في حياتنا»..
قد يستغرب القارئ العادي وجود أسئلة من هذا النوع في كتبنا المدرسيّة، لكن اسألوا المعلّمين وستتأكّدون أنّني بصدد نقل الواقع..
ذلك عن تكريس الغباء (الذي يؤدّي الى تخريج أجيال تنطلي عليها أساطير شيوخ بول البعير).
أمّا عن غرس بذور الشرّ في نفسيّة الطفل فيكفي أن أشير الى المعلّم الذي يجبر الأطفال على تلقّي دروسه الخصوصيّة ومحاباته لمن يتلقّونها على يديه، والى التلميذ الذي يلاحظ أنّ قرينه الذي لا يفوقه في شيء يتحصّل على 20 على 20 في هذه المادّة أو تلك ويستنتج بذكائه الفطريّ انّ المعلّم أطلعه على الامتحان مسبّقا..